لاطالة عمر الزواج

هل تعرف(تعرفين) الحكمة المثلى في الزواج السعيد ؟
إن الطريقة الوحيدة لجعل الحب يدوم بين الزوجين هو وضع عدد من القواعد يسير على هديها الزوجان ، لكن لابد أن نسأل أنفسنا عن المصدر الذي يمكن أن نستقي منه هذه القواعد ،
هل نمضي على نفس القواعد التي سار عليها الوالدان في زواجهما القديم أم نفكر ونجرب وسائل بديلة ؟

تم عقد لقاءات مع أزواج معمرين وكشفت عن مجموعة من القواعد السعيدة التي يمكن لنا أن نتبعها أو نقوم بالتعديل فيها أو تغييرها لصالحنا حسب الظروف المحيطة بنا في المجتمع الذي نحيا به ،لربما تكون هذه القواعد هي المفتاح السحري لعلاقة دائمة تطول بقدر ما تعطينا الحياة من عمر. هاهنا خمس قواعد لمن يريد :

1- لا تذهب للفراش وأنت غضبان .

هذه قاعدة من أقدم قواعد الزواج السعيد؛لأن الخلاف يجعل معظمنا غير مرتاح طبعاً ولأن الغضب سيان كان منا أو من الآخر فهو أمر يجب تجنبه حيث يفسد للود قضية ، هناك فكرة أن الغضب علامة على المتاعب في الزواج ، لذلك يجب على الزوجين البحث عن حل فوري للخلاص منه والعودة إلى الحالة الطبيعية ، أن نقول لأي شخص لا تغضب فمعناه أن نقول له لا تشعر بالجوع ،إن الغضب مسألة نفسية واستجابة كيماوية لا تستطيع أن تغلقه كحنفية الماء أو مفتاح الكهرباء ، ولو استمر الغضب حتى وقت النوم فلا يجب أن تذهب إلى النوم وأنت غضبان ، فقد يتأثر الزواج السعيد بهذه الحالة ، ولابد أن يحترم كل طرف الآخر في حالة الغضب فنحن بشر في النهاية، وفي بعض الأحيان يحتاج الزوجان إلى فترة من التهدئة ، لكن لو ذهبنا إلى النوم منزعجين فغالباً ما نتذكر أننا كنا في حالة غضب قبل النوم ، وعليها فقد نستمر على هذا الأمر بعد الاستيقاظ .

2- احك ما تريد عند النوم .

هذه ليست مجرد قاعدة بل من الوصايا العشر . اخبري زوجك عما تريدينه منه وقت النوم ، ونحن في القرن الحادي والعشرين فمن حق كل منا أن يرغب في الآخر ويقول له ذلك دون خجل ، والتواصل ضرورة أكيدة ؛لأن اللعب على المشاعر في كل مرة يذهب منا فيها للفراش قد يضر على المدى الطويل ، ولابد أن يحكي كل منا للآخر كيف يلمسه أو يتعامل معه بالصورة التي يريد حيث ضرورات الحياة تملي على الزوجين أحياناً نوعاً من المتاعب لا يستقر معها على الساحل بسهولة ، ويجب أن يتفهم كل منا مزاج الآخر ، فحين يقضي الزوج يوماً رديئاً في العمل يجب أن تركز الزوجة على ما يريد ويحتاج حتى لا يتسبب التواصل في مأساة فضلاً عن أنه قد يراكم متاعب أكثر ، فالتواصل سيف ذو حدين خاصة حينما تكون هناك مسائل معلقة بين الزوجين لم تجد طريقها للحل بعد ، وحين يغضب أحدهما مثلاً فقد لا يتم تصريف هذا الغضب بالطريقة الصحيحة، ويجب على الزوجين في هذه الحالة أن يتشاركا في الخيالات والطلبات الخاصة التي تثير انفعالات الآخر بسهولة .

3-فليتعامل كل منكما مع الآخر دون حساسيات .

من المفترض أن الأم لها التأثير الأكيد على الزوجة ، لكن يفترض أيضاً أن يتعامل كل منكما مع أهل الآخر دون حساسيات حتى يدوم الوئام في العائلة ، ولو كانت أم أحد الزوجين ذات طبيعة مغضبة فيجب التعامل مع هذه الحالة بنوع من الحكمة حيث أن الحماة هي المفتاح الأمثل للهدوء الزوجي ، كما تقضي به المأثورات الشعبية منذ الأزل ،وقد يتم الزواج في سن صغيرة وتكون الحماة دكتاتورية فيقضي الزوجان وقتاً عصيباً في البداية حيث قد ينفجر أحدهما في الآخر بسبب الحماة على الأرجح، ويجب على الحماة أن تحترم حياة الزوجين وتتعامل مع كل منهما على قدم المساواة حتى لا تفقد احترامها إلى الأبد .

4- لا تستطيع تغيير الآخر .. فلا تحاول !

لا تحاول أن تجبر الآخر على تقبل ما تريد،ولا تقبل منه أن يجبرك على نقيضه ، فليس المفترض من العلاقة الزوجية السعيدة أن تغير الآخر ، بل أن تساعده في تعلم أو تجربة ما يريده الآخر منه حتى تمضي الحياة أكثر يسراً ، وتقول القواعد القديمة ألا تحاول تغيير الآخر حتى لا تقلب المركب ،لكن في العلاقات الإنسانية التي يصمت فيها كل شريك عن استيائه من تصرفات الآخر تفسد حتماً ،فمن فضائل الزواج أن تتحدث عما يغضبنا من تصرفات الآخر لكن بهدوء حتى لا تنشر التعاسة جناحيها فوق عش الزوجية .

5- قضاء الإجازات معاً .

لو قضى كل منا حفل رأس السنة أو مناسبة عائلية بصورة مستقلة فهناك رسالة إلى الجميع أن الزوجين في طريقهما إلى الانفصال أو أن هناك شيئاً بالتأكيد يعكر صفو الجنة . إن كل من الزوجين مسؤول بدرجة ما عن سعادة الآخر وعن رعايته لكن بدون أن يجعل الآخر يحس بأية ضغوط قد تمارس عليه من قبل الآخر لفرض ما يعتقد أنه الأمر الواقع . إن قضاء الإجازات معاً هو الترمومتر الذي يمكن لأي زوجيين أن يقيسا به مقدار الانسجام بينهما،فهو المعنى الإيجابي للحياة معاً لكن عليك أن تمنحه الشكل الذي تريده منه .. امنح الآخر حرية أن يختار مثلك لكن معك ، هناك أعراف عملية أو دينية أو اجتماعية تجعل كل منهما يؤيد وجهة نظر الآخر في التعبير عن نفسه بالصورة الصحيحة أو الصحية ، كما أنه فرصة لتسوية بعض المشاكل المعلقة بينكما منذ زمن .

وفي النهاية
على كل منا أن يضع قواعده الخاصة حتى تمضي سفينة الحب والزواج إلى مستقر سعيد